الثلاثاء، نوفمبر 13، 2007

ضحكتي نوســة

بيقولو الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان

انا امبارح ناقوسي فلق راسي... كنت بتكلم مع واحد عن الضحك وأثناء الكلام قلت ليه انا كان عندي صحبة من فارقتها ما ضحكت من قلبي... وطبعا بعد انتهى حواري معاه سرحت في الذكريات الجميلة


نوسة.... كانت أقرب صديقة لي... هي ما كانت صديقتي هي كانت اختي... لان الصديق انت بتحكي ليه اسررك وتشاركه همومك... مع نوسة ما كان في هموم... من أشوفا بضحك مهما كنت متضايقة تلاقيني نسيت اي شي...

انا ونوسة درسنا التلات مرحل سوا من الابتدائي مرورا بالاعدادي وطبعا لحدي الثانوي.... وبالصدفة وبدون سابق اتفاق دخلنا احنا الاتنين كلية الصيدلة بس للاسف في جامعتين مختلفات...

كنا واحنا اطفال بنحب نعمل شعرنا زي بعض... والعجب لمن نجيب العابنا ونلعب بيها ونعيش دور ان احنا امهات... ذكريات مابتتنسي

ولم كبرنا شوية وبقو يودونا حدايق النساء والاطفال برانا نقابل صحباتنا.... ونحوم ونلعب... وكبرنا اكتر وبقينا نمشي الملاهي مع اخوانا الكبار ونحضر حفلات الفنانين ونركب العاب المخاطرة....

بتذكر اول مرة قررنا انا وهي ندخل صالة التزلج على الجليد.... طبعا شايفين الناس بتتزلج بكل سلاسة.... مشينا اجرنا الاحذية وجينا
ومن الباب ما خطينا ولا خطوة....حاضنين السوووور بكل قوة والرجلين كأنهم ما حقينا... كل رجل عايشة حياتا براها.... واحنا دافعييين ايجار الاحذية ماممكن نرجعا..... طبعا صمدنا لمدة ساعة بالمنظر دة دون اي تطور يذكر.... وكان الحدث الما اتمنيناه... جو أيمن ( أخوي) وفراس ( أخوها) مارين وشافونا... وقفو من الجهة التانية من السور وهااااات ياتريقة..
وانا ونوسة عاملين ما بنعرفم.... بس هم غياظين بجد....
واحنا في حالتنا التعسفية دي فراس قرر يجي يستعرض مواهبو قدامنا... مشى اجر جزمة تزلج وجا داخل بكل ثقة ومن الباب طاااااااااااااااخ وقع..... تستاااااااااااااااااااهل يافروسي
شمتنا فيه شماتة اليومداك.....

آآآآآه كانت أيام








بتذكر برضو لم كنا في الثانوي كان موضوعنا الأساسي الزواج والعرس.... ونشيل ونخطب ونتقسم.... انتي تاخدي فلان وانا اخد علان... والمصيبة فلان وعلان ما لمحو ولا هببونا بغمزة حتة... ههه
بس احنا كنا عاملين الموضوع مزاااح وهظار ومكاواة.... حتى كنا بنتقسم عيال الجيران.. لدرجة الكان عمرو شهور كنا بنختو في اللستة... ما الظروف ما معروفة.... وممكن نربيهم يعني بعد نتزوجم مامشكلة..

والوقت داك اتعلمنا حركة الخشبة ( لم اتنين يقولو الكلمة في نفس اللحظة بيمسكو الخشبة... والبيمسك الخشبة اول بيعرس اول) طبعا هي حركات فرفشة ماليها علاقة بالواقع ابدا.... عموما طبقناها بحذافيرا تحسبا لان النظرية تكون بجد... يعني احنا في الثانوي بنااات كبااار وعاقلين ((المفروض يعني)) كنا نطلع المسا نتمشى قدام بيوتنا مشية وجية.... ونتونس بكل هدوء.... وفجأة نقول كلمة في نفس الوقت... في نص الشارع نفك الجري سبااااااق لاقرب شجرة.... والحظها حلو تلقى ليها فرع واقع قريب منها.... ولا حتة عويشة ولا قشة اسنان حتى.... المهم خشبة والمهم تعرس اول... وطبعا بعداك ندخل في نوبة ضحك لدرجة رجلينا ما يشيلونا....

الضحك الضحكتو مع الناس كلهم كوم والضحكتو مع نوسة كوم اكبر.... كنا بمجرد ما نعاين لبعض نضحك... وضحكة كل واحدة تزيد ضحكة التانية والضحك يعلا ويزيد وفي النهاية نكتشف اننا بنضحك على لاشيء.... وطبعا حدث ولا حرج عن الضحك في المواقف التي لاتتحمل ضحك... زي لم مشينا نعزي صاحبتنا في وفاة امها.... الموقف كان حزين لان اخوها اتوف من فترة قريبة وطوالي اتوفت امها وما باقي ليها الا ابوها واختها الصغيرة... كنا متأثرين لم مشينا بس الغلطة الغلطناها ان مشينا انا ونوسة سوا وكمان واحدة صاحبتنا اسمها لينا.... دخلنا عزينا وقعدنا جوة جابو الموية حامو بيها ادو الناس بس لم وصلوني كانت الموية انتهت.... مافي شي بيضحك في الموضوع دة انا عارفة.. بس للاسف سمعت نوسة بتهمهم... وفهمت انها بتضحك.... وبدون ما احس بديت اهمهم... ماهو الضحك بيني وبين نوسة عدوى لاااااازم تنتقل... كانت بينا لينا لكن ماقدرت تسيطر على الوضع بدت تهمهم معانا..... المرة ست العزا.. اخت المرحومة بقت تعاين لينا وتعاين لام نوسة.... كأنها بتقوليها شايفة بناتك بيعملو شنو..... واحنا ماقادرين.... لان اول ما واحدة ترخي وشها وتتمالك ضحكتها صوت الاتنين الجنبها ببوظ اي مجهود.... في النهاية خطرت لنوسة فكرة ذكية.... عملت الهمهمات دي كأنها بتبكي.... طبعا احنا اصلا كنا مدنقرين رفعت راسا فجاة ووقفت ومشت ختت كوباية الموية في الطربيزة وقالت لاخت المرحومة.... اهيء اهيء يا خالتو اهيء اهيء الحمام بي وين..... اشرت ليها على الحمام بكل اغتياظ... واحنا المنظر خلانا خلاااااااااص ما قادرين... فطسنا ضحك... بس لسة مدنقرين..... نوسة مشت الحمام ضحكت بكل ما اوتيت من قوة.... قال فاكرة كدة حتكمل الضحك ولم ترجع حتكون طبيعية... فعلا لحدي ما نوسة جات انا ولينا كنا اتماسكنا شوية واتخرسنا.... انا شخصيا حاولت افكر في اي موضوع برة الموقف الاحنا فيه.... ولم جات نوسة ما اتلفت ولا عاينت ليها عشان ما نضحك.. قعدنا عاقلين هاديين ساكتين لمدة دقايق كدة.... جات واحدة صاحبتنا تاني داخلة بيت البكا.... اخت المرحومة كانت ماشاء الله وزنها تقيل حبتين.... كانت قاعدة في السرير براها فقررت تزح للبت عشان تقعد جنبها.... لم زحت السرير طق.... ما وقع بس طق.... احنا هنا اتفتحنا فتح وما انسدينا
طوالي ام نوسة اشرت لينا قالت اطلعو برة.... قلنا للمرة مع السلامة وطلعنا.... وطبعا التهزيئة الاخدناها في العربية مافي داعي لذكرها....

طبعا بريتكم... خلاص اخر حاجة قربنا نخلص...

بعد ما جينا السودان سكنا بعيد من بعض واحنا الاتنين ما بنعرف نوصل لبعض.... ومافي زول فاضي يودينا.... بقى اتصالنا بالتلفون بس... شوية شوية التلفون زاتو بقى في المناسبات والاعياد بس... يلا مرة من المرات نوسة قررت تكسر الحاجز وتجيني... وفعلا جات مع خالها... وكنا في البيت انا وماما وخالاتي اتنين وولد خالتي... سلمنا وقعدنا وعرفناها بخالاتي... وفجأة انا ونوسة عاينا لبعض.... ودخلنا في نوبة من الضحك لدرجة ان الدموع بقت شلال..... طبعا الموجودين ماجاملونا ولا عبرونا.... بقو ساكتين ويعاينو لينا كأننا مجانين... نوسة عشان تتمالك الموقف قالت ليهم انا ما عارفة ليه لم اعاين لايمان بضحك.... وكملنا ضحك..

انتهت زيارة نوسة ومن اليومداك ما شفتها.... تقريبا 4 سنين ونص.... كل واحدة فينا انشغلت بحياتا اليومية ودراستا ونسينا الذكريات الحلوة... بس امبارح اتذكرتها واتيقنت ان ضحكتي بتعني نوسة.... ومتيقنة ان يوم ما اقابل نوسة حضحك من الصميم...