السودان... هو ذلك الوطن الذي زرعت محبته في قلوبنا منذ الصغر... رغم ابتعادنا عنه ورغم نشأتنا في دولة أخرى الا اننا احببناه... فقد أحبه والدانا فأحببوه الينا.. ومجدوه في دواخلنا...فكنا منذ نعومة اظافرنا نفخر بكوننا سودانيين... وتجرحنا افعال الاخرين ممن يظلمون السودان ويرسمونه كدولة فقيرة بائسة وسوداء...كنا نستميت دفاعا عنه حين يذكر بسوء امامنا... وطالمنا حاولنا اقناع الاصدقاء العرب بان كلمة زول كلمة عربية لا تدعو للسخرية... كنا نبحث عن السودانيين امثالنا اينما ذهبنا... في الحي حيث نسكن او في المدرسة حيث ندرس.. وكنا ننحاز اليهم ان هم كانو اطرافا في مشاجرة او مشكلة... لاشعوريا كنا اخوة.. يربطنا حب الوطن ويجمعنا ذاك الحلم الجميل بالعودة يوما..
أذكر -وقد كنت في المرحلة الابتدائية- أنني كنت اقرأ احد كتب الشعر يوما... اتصفح صفحاته اللتي تغنت بحب الوطن... فمرت علي وقتها قصيدة رائعة للدكتور الزين عباس عمارة... لا أدري أي سحر تحتويه تلك القصيدة... ولكنها خالجت مشاعري فقررت ان احفظها... انشدتها كما كنا نفعل في المدرسة وظللت انشدها مرارا وتكرارا حتى رسخت في ذهني.... ادخلتها في كل مواضيع التعبير التي كانت تطلب منا في المدرسة.. فقد احببتها فعلا... واحببت بها ذلك الشاعر المبدع .... كتبها عن الغربة والحنين الى الوطن وأسماها كما اذكر
أذكر -وقد كنت في المرحلة الابتدائية- أنني كنت اقرأ احد كتب الشعر يوما... اتصفح صفحاته اللتي تغنت بحب الوطن... فمرت علي وقتها قصيدة رائعة للدكتور الزين عباس عمارة... لا أدري أي سحر تحتويه تلك القصيدة... ولكنها خالجت مشاعري فقررت ان احفظها... انشدتها كما كنا نفعل في المدرسة وظللت انشدها مرارا وتكرارا حتى رسخت في ذهني.... ادخلتها في كل مواضيع التعبير التي كانت تطلب منا في المدرسة.. فقد احببتها فعلا... واحببت بها ذلك الشاعر المبدع .... كتبها عن الغربة والحنين الى الوطن وأسماها كما اذكر
هموم غريب في لندن....
ودع همومك اذ تودع لندنا
وارحل إلى السودان قلبا آمنا
واترك على أرض المطار بطاقة
اكتب عليها بئس من ذكرانا هنا
ان تذكرونا اذكروا احزاننا
ستظل ابدا الدهر جرحا كامنا
كم مره راودت نفسي قائلا
العود احمد ...فليكن مستحسنا
ويعود يثنيني الرفاق فانثني
ياليتني فارقنها متيقنا
وقصدت دار الاهل حيث احبتي
اخوان صدق بالقناعه ولاغنا
فليعلم الجيل الجديد كفاحنا
ولينثني إن كان يقصد لندنا
ويبارك السودان في ساحاته
بلدا كريما أمنا ..ومطمئنا
إن لم تحس الفقد في جدرانه
فالفقد اعظم حين تسكن لندنا
وتعيش ايام الشتاء عصيبة
وترى جهادك في جليده ارعنا
في شقة مجهولة مهجورة
لا يدخل الحجرات ضوءا او ثنا
قد كنت بالسودان عطرا فائحا
ملأ الوجود نضارة لن تقتنى
أهفو الى دفء الحياة يضمني
ويعيدني وجها صغيرا فاتنا
هتك الوشاح فصفقت وترنحت
اجواءه عقبا فطار ودندنا
واليوم ضاعت في الزحام بطاقتي
فبقيت أسأل من أكون ومن انا
اكل الضياع نضارتي وبشاشتي
وبقيت في الطرقات كهلا ظاعنا
أستقبل الساعات نصف مخدر
لا راحلا عنهم ولا مستوطنا
أنفقت أجمل ذكرياتي شاكيا
وقضيت أحلى أمسياتي لاعنا
وفقدت نفسي بين قوم همهم
قوت الحياة فما أذل وأذعنا
يتسابقون اليوم منذ شروقه
حتى غروب الشمس حربا طاحنا
سحقت مشاعرهم ضروب حضارة
صارت جنونا مزمنا متمكنا
وتحولو تمثال صخر صامت
هيهات ينطق أو يحرك ساكنا
أنفقت أيامي هنا متنقلا
أشكو ضياع النازحين المحزنا
أشكو سواد اللون بعض جريمتي
أشكو جفاف الشعر أجعد داكنا
يكفيك بؤسا أن تكون مهاجرا
يكفيك سخطا ان تكون ملونا
أم الكبائر أن تقول لصاحب البيت
المؤجرإن أطفالي هنا
ستظل أبدا ضائعا ومشردا
وتضيع قطعا لن تلاقي مسكنا
فالقط أولى بالرعاية والرضا
والكلب أولى بالأمومة والهنا
والطفل أكبر سبة وجريمة
إن كان حيا في حماك وكائنا
فاحذر عيون الساكنين ولذ به
إن كان إخفاء الجريمة ممكنا
إني لأعجب من حضارة أمة
لم تبن من أجل الطفولة مسكنا
كلا ولم ترع الجوار لطاعن
في السن هداه الزمان فانحنى
لا لن أحط هنا رحال مسافر
حتى أبارح ذات يوم لندنا
لله درك يا بلادي فاسلمي
ما أجمل الخرطوم عند المنحنى
أتأمل النيل العظيم قصيدة
تنساب في ضوء النجوم ملاحنا
لن أرهب الليل الطويل لينجلي
أو أرقب الصبح الجديد مؤذنا
تمشي الحياة بنا كأن خطوطها
مقروؤة في الكف رزقا آمنا
والناس في عيش الكفاف تخالهم
في نزعة الصوفي عيشا آمنا
يستقبلون الضيف في خلواتهم
ويقدمون المستحيل الممكنا
ما أروع السودان دار أحبتي
فمتى أعود إلى الديار مواطنا
عشق التراب فشال من ذراته
فرحا بها متهللا متيمنا
ما بارح السودان عين خياله
مذ بارح السودان يوما محزنا
ونزيفنا ما كف عن جريانه
وضياعنا تزداد حدته ضنا
قد جئت كالطفل الصغير وداعة
وأعود كالشبح الهزيل محطما
كالفارس المكسور سيفه عائدا
مستوثقا من نصره ومراهنا
سأظل أبكي غربتي وكآبتي
أبدا وألعن كل يوم لندنا
وارحل إلى السودان قلبا آمنا
واترك على أرض المطار بطاقة
اكتب عليها بئس من ذكرانا هنا
ان تذكرونا اذكروا احزاننا
ستظل ابدا الدهر جرحا كامنا
كم مره راودت نفسي قائلا
العود احمد ...فليكن مستحسنا
ويعود يثنيني الرفاق فانثني
ياليتني فارقنها متيقنا
وقصدت دار الاهل حيث احبتي
اخوان صدق بالقناعه ولاغنا
فليعلم الجيل الجديد كفاحنا
ولينثني إن كان يقصد لندنا
ويبارك السودان في ساحاته
بلدا كريما أمنا ..ومطمئنا
إن لم تحس الفقد في جدرانه
فالفقد اعظم حين تسكن لندنا
وتعيش ايام الشتاء عصيبة
وترى جهادك في جليده ارعنا
في شقة مجهولة مهجورة
لا يدخل الحجرات ضوءا او ثنا
قد كنت بالسودان عطرا فائحا
ملأ الوجود نضارة لن تقتنى
أهفو الى دفء الحياة يضمني
ويعيدني وجها صغيرا فاتنا
هتك الوشاح فصفقت وترنحت
اجواءه عقبا فطار ودندنا
واليوم ضاعت في الزحام بطاقتي
فبقيت أسأل من أكون ومن انا
اكل الضياع نضارتي وبشاشتي
وبقيت في الطرقات كهلا ظاعنا
أستقبل الساعات نصف مخدر
لا راحلا عنهم ولا مستوطنا
أنفقت أجمل ذكرياتي شاكيا
وقضيت أحلى أمسياتي لاعنا
وفقدت نفسي بين قوم همهم
قوت الحياة فما أذل وأذعنا
يتسابقون اليوم منذ شروقه
حتى غروب الشمس حربا طاحنا
سحقت مشاعرهم ضروب حضارة
صارت جنونا مزمنا متمكنا
وتحولو تمثال صخر صامت
هيهات ينطق أو يحرك ساكنا
أنفقت أيامي هنا متنقلا
أشكو ضياع النازحين المحزنا
أشكو سواد اللون بعض جريمتي
أشكو جفاف الشعر أجعد داكنا
يكفيك بؤسا أن تكون مهاجرا
يكفيك سخطا ان تكون ملونا
أم الكبائر أن تقول لصاحب البيت
المؤجرإن أطفالي هنا
ستظل أبدا ضائعا ومشردا
وتضيع قطعا لن تلاقي مسكنا
فالقط أولى بالرعاية والرضا
والكلب أولى بالأمومة والهنا
والطفل أكبر سبة وجريمة
إن كان حيا في حماك وكائنا
فاحذر عيون الساكنين ولذ به
إن كان إخفاء الجريمة ممكنا
إني لأعجب من حضارة أمة
لم تبن من أجل الطفولة مسكنا
كلا ولم ترع الجوار لطاعن
في السن هداه الزمان فانحنى
لا لن أحط هنا رحال مسافر
حتى أبارح ذات يوم لندنا
لله درك يا بلادي فاسلمي
ما أجمل الخرطوم عند المنحنى
أتأمل النيل العظيم قصيدة
تنساب في ضوء النجوم ملاحنا
لن أرهب الليل الطويل لينجلي
أو أرقب الصبح الجديد مؤذنا
تمشي الحياة بنا كأن خطوطها
مقروؤة في الكف رزقا آمنا
والناس في عيش الكفاف تخالهم
في نزعة الصوفي عيشا آمنا
يستقبلون الضيف في خلواتهم
ويقدمون المستحيل الممكنا
ما أروع السودان دار أحبتي
فمتى أعود إلى الديار مواطنا
عشق التراب فشال من ذراته
فرحا بها متهللا متيمنا
ما بارح السودان عين خياله
مذ بارح السودان يوما محزنا
ونزيفنا ما كف عن جريانه
وضياعنا تزداد حدته ضنا
قد جئت كالطفل الصغير وداعة
وأعود كالشبح الهزيل محطما
كالفارس المكسور سيفه عائدا
مستوثقا من نصره ومراهنا
سأظل أبكي غربتي وكآبتي
أبدا وألعن كل يوم لندنا
هناك 4 تعليقات:
Eman....this truly hurt my heart.. I am going through a really depressing time in my life now...and this brought back all the memories of childhood. It's funny how u talked about this while I was thinking about how the mockery of arabs of sudan and sudanese shattered my self confidence and affected my identity. way 2 go sister. I LOVE SUDAN
لم استطع المرور على هذه دون ابداء اعجابي مكتوبا و ساحاول ان اطلعكم على بعض محاولاتي ان شاء الله
مثلكم احببت القصيد منذ عهدا بعيد مرحله الثانوي العام وستظل القصيده حبا في حياتي
مثلكم احببت القصيد منذ عهدا بعيد مرحله الثانوي العام وستظل القصيده حبا في حياتي
إرسال تعليق