بالأمسِ
ذهبت للنوم
أحمل في داخلي فيضاناً من الأشواقِ
وأعاصيراً من اللهفة
نظرت لساعة الحائط
كانت تشير إلى الواحدة والنصف فجراً
كم وددت لو تتبادل عقارب الساعة مواقعها
لتضيء أشعة الشمس المكان
معلنة حضور فجر جديد
وبداية يوم جميل بإذن الله
....
أغمضت عيناي
تخيلتني أمامه
أسمعه عبارات الحب
المدسوسة بعناية بين القافية والفكرة
وتخيلته
ينظر إلي بسعادة
وكأنني اختصرت أمامه آلاف الأميال
....
في خيالاتي
تجولت في عوالم مدهشة
منتقلةً بين أحلام النوم واليقظة
ما بين الأماني والثواني
كانت دقات قلبي تزداد
وأشواقي تلتهب
وفي سكون الليل
لم أميز مصدر الإزعاج المنتظم
قلبي أم الساعة
.....
تقلبت في فراشي مراراً
ما أطول هذه الليلة
كأن الوقت يعاندني
عاندته أيضا
قفزت من فراشي بنشاط
لايشبهني
اتجهت نحو خزانة الملابس
فلأرتدي بنطالي الأسود مع القميص البنفسجي
ولأتجمل ببعض الاكسسوارات الغجرية
لأظهر التمرد الكامن خلف الوجه الخجول
وسأرصع عنقي بالوشاح الأبيض الذي أهداني إياه في عيد ميلادي
عله يفهم
....
ها أنا
أتجول في غرفتي
رغم تأخر الوقت
نظرت للساعة مرة أخرى
لأجدها تبتسم
معلنة اقتراب الثانية فجر
...
ثم نظرت لمرآتي
سألتها
أتُـراني جميلة؟؟
ضحكت وقالت
جميلة بقدر الحب النابض فيكِ
ثم غمزت لي بطرفها
عفوا أحبائي
المرآة لا تغمز
بل هو النعاس
أويت إلى فراشي
احتضنت صورته
أشواقي
وأحلامي
ولأول يوم منذ ولدت
أنام وكلي شوق لسماع نغمة التنبيه المزعجة