الخميس، سبتمبر 30، 2010

شرود الكلمة - 2

بالأمسِ
ذهبت للنوم
أحمل في داخلي  فيضاناً  من الأشواقِ
وأعاصيراً من اللهفة
نظرت لساعة الحائط
كانت تشير إلى الواحدة والنصف فجراً
كم وددت لو تتبادل عقارب الساعة مواقعها
لتضيء أشعة الشمس المكان
معلنة حضور فجر جديد
وبداية يوم جميل بإذن الله
....
أغمضت عيناي
تخيلتني أمامه
أسمعه عبارات الحب
المدسوسة بعناية بين القافية والفكرة
وتخيلته
ينظر إلي بسعادة
وكأنني اختصرت أمامه آلاف الأميال
....
في خيالاتي
تجولت في عوالم مدهشة
منتقلةً بين أحلام النوم واليقظة
ما بين الأماني والثواني
كانت دقات قلبي تزداد
وأشواقي تلتهب
وفي سكون الليل
لم أميز مصدر الإزعاج المنتظم
قلبي أم الساعة
.....
تقلبت في فراشي مراراً
ما أطول هذه الليلة
كأن الوقت يعاندني
عاندته  أيضا
قفزت من فراشي بنشاط
 لايشبهني
اتجهت نحو خزانة الملابس
فلأرتدي بنطالي الأسود مع القميص البنفسجي
ولأتجمل ببعض الاكسسوارات الغجرية
لأظهر التمرد الكامن خلف الوجه الخجول
وسأرصع عنقي بالوشاح الأبيض الذي أهداني إياه في عيد ميلادي
عله يفهم
....
ها أنا
أتجول  في غرفتي
رغم تأخر الوقت
نظرت للساعة مرة أخرى
لأجدها  تبتسم
معلنة اقتراب الثانية فجر
...
ثم نظرت لمرآتي
سألتها
أتُـراني جميلة؟؟
ضحكت وقالت
جميلة بقدر الحب النابض فيكِ
ثم غمزت لي بطرفها
عفوا أحبائي
المرآة لا تغمز
بل هو النعاس
أويت إلى فراشي
احتضنت صورته
أشواقي
وأحلامي
ولأول يوم منذ ولدت
أنام وكلي شوق لسماع نغمة التنبيه المزعجة



 

الثلاثاء، سبتمبر 28، 2010

شرود الكلمة - 1


قررت أن أصوغ ما بداخلي في قصيدة
ألحنها
أنشدها  له وكأنني أنتظر نقداً أو تصفيقاً
حقيقةً
كان الهدف أن
أسمعه دقات قلبي بين الفواصل الموسيقية
أحضرت أدوات الكتابة
ورق أبيض
قلم
ممحاة
وتلك الصورة التي لطالما سامرتها وحدثتها عن أشواقي
كان ملهمي
وكان أن كتبت
تساقطت قطرات المداد كما المطر
وانسابت الكلمات الرومانسية الجميلة فور أن وضعت تلك الصورة أمامي
أتممت القصيدة
همساً قرأتها لعلي أجد فيها بعض الأخطاء
كانت أجمل ماكتبت
نظرت للممحاة الملقاة بجانبي
عفوا آنستي ما احتجتك الليلة
أخذت الأوراق
واتجهت صوب البيانو
كان صديقي منذ زمن بعيد
الآن أصاب التيبس مفاصل أصابعي فما عادت تتقافز مرحاً فوق تلك الأزرار الشطرنجية
لماذا تخرج النغمات كما النشاز
أين موهبتي القديمة
كل محاولاتي باءت بالفشل
اعتصرني شيء من الضيق
هي أهم قصائدي
أوشك الاحباط أن يتسلل بين أضلعي
ولكن أشواقي كانت له بالمرصاد
لن أستسلم
رشوت نفسي بأن أغمضت عيناي لدقائق
أفكر فيه
وأتذكر تلك الابتسامة الجميلة
والنظرات الحنونة
يا إلهي
إنها الصورة
أحضرتها
وضعتها بجانب البيانو
فاستعادت أناملي مرونتها
وتقافزت مرحاً فوق الأزرار
أنشدنا أجمل مقطوعة
وعزفنا أروع ألحان
أتممنا المهمة بنجاح
رسالتي إليه جاهزة
وغدا ألقاه
.
.
.
.
:)

الجمعة، سبتمبر 24، 2010

هضربة منتصف الليل


     في تمام الواحدة فجرا       
  
     بعد أن توسدت أحلامي       
  
     وتلوت بعض الآيات       
  
     ثم التقى جفناي       
  
     نسيت النوم       
  
     وتذكرتك       
  
             
  

*****


     في تمام الثانية فجرا       
  
     بعد أن استرجعت معالم وجهك الوسيم في ذاكرتي       
  
     أقلب أزرار الهاتف       
  
     بحثا عن ملامحك       
  
     في ذاكرة الصور       
  
             
  

******



  
     في تمام الثالثة فجرا       
  
     أصارع رغبتي العنيدة       
  
     في إرسال تلك الرسالة النصية       
  
     ذات الحروف الأربع       
  


             
  ******
  


     عفوا سيدي       
  
     أتنام وطرفي متعب       
  
     والقلب أعياه الأرق       
  
            


******



     في تمام الخامسة فجرا       

     يصيح هاتفي       

     معلنا وصول الرسالة       

     تتزاحم أناملي       

     في لهفة       

     أدخل كلمة المرور اللاسرية       

     فـ هي حروف اسمك سيدي       

     أقرأ الرسالة       

     يالفرحتي       

     ذاتُ الحروف الأربع       

            


*****



     في تمام السادسة فجرا       

     تيقظني زقزقة العصافير       

     وأشعة الشمس اللطيفة       

     المتسربة بحنان بين مسامات الستائر       

     مبتسمة أنهض       

     أمسك بالهاتف لأمتع عيناي مرة أخرى       

     لا أجدها       

     فقد كان حلما جميلا       

            

:(