قد كنت عاهدت نفسي ألا أحزن فوق ثلاث... وها أنا أصون العهد فأفضي ببعض آلامي لأرتاح...
.
.
.
.
بلا بكاء بلا دموع
بلا ندم
أعتذر
أني لا أجيد الاعتذار
أعتذر أني لا أرى إلا الوضوحَ
ولا أطيق الانتظار
وبأنني
ما أحطت علماً بالغيوب وبالدواخلِ
وبما في أفئدة البشر
أخبرتك يوماً أنني
وبكل فخر
أخطو على كف الوصال
يشدني قصر المسار
أهفو إلى صدق الحديث
يضيء دربي كالنهار
وكأنني
سهواً مضيت
بلا يقينَ ولا أمل
أسفي على حلم جميل
تبعثرت فيه الأماني كالسرابِ
تألمت منه المقل
أسفي على قلبٍ صغيرٍ
بات يغشاه الوجل
لم ينتظر منك القصيد
أو يشتهي شعر الغزل
قد كان يظمأ للقليـــل من الحديث
ويصده عنك الخجل
ويظل يبحث عن مداخل للحوار
عبثا يجاهد للوصول
فلا يصل
ويدور في ذات المدار
وظننت أني قد وجدت
موانئي
فذقت ذل الانكسار
وأظل أسأل
هل كان صدقا ما رأيت
وماهويت
أم كان حلما
وانجذابا
وانبهار
اليوم أدرك أن منابعي جفت
فما ظمأي ارتوى
ولا ينعت بأوردتي الثمار
فأعتذر
لأنني وبكل صدقٍ
لا أجيد الاعتذار