الم يكن هذا حلمنا؟؟ ها قد تحقق واتخذنا قرارنا بالرجوع والاستقرار في السودان... الحمدلله أخيرا سنصبح مواطنين ونسكن في أملاكنا لا أملاك الغير... تحمسنا للقرار وأخذنا نجمع رحالنا وبدأنا رحلة العودة صوب الوطن الحبيب... في الطائرة لا أنكر احساس الألم الذي اعتراني وأنا أرى مسقط رأسي يبعد ويتلاشى تدريجيا.... توالت في رأسي ذكريات الطفولة.... الأصدقاء ورفقة الدراسة.... معلماتي وزميلاتي... الحارة والشارع حيث كنت ألعب مع بقية الأطفال... المنتزهات والحدائق... هنا تعلمت ركوب الدراجة.. وهنا تعلمت السباحة... وهناك عشنا مغامرات الصحراء... ياإلهي أي إحساس أقوى؟؟؟ رغبتي في العيش في الوطن... أم الحنين لأرض الذكريات.... هنا غلبني الحنين وتهاوت الدموع من عيناي بشدة... كأنني دخلت في مقامرة... راهنت بما أحب مقابل عالم مجهول...
في هذه اللحظة تمنيت من كل قلبي ان أجد في الوطن مايعوضني عن عالمي الذي ودعته... أن أجد رفقة كتلك... أن أجد روابطا كالتي تركتها ورائي...
تناوبت علي الأفكار... حتى أيقظني صوت نداء الوصول.. في تلك اللحظة عادت إلي نوعا ما مشاعر الفرح بالعودة.... عموما انا احب لحظة وصول الطائرة لمطار الخرطوم... أحب اللحظة التي أقف فيها على سلم الطائرة ويداعبني النسيم العليل تخالجه رائحة الدعاش... وأحس براحة شديدة عندما انظر حولي فأجد جميع من يحيطون بي سودانيين... وتتضاعف السعادة عندما انتهي من إجراءات المطار وأخرج لأجتمع بأحبتي وأهلي...
الآن أنا في منزلي في وطني... تحقق الحلم وبدأت المغامرة... والقادم الآن صفحات مليئة بالتفاؤل... قد تكون سعيدة كما تخيلتها... أو قد تكون صدمة... لا أدري...
هناك تعليقان (2):
ya rab ya kareem tafrija 3la al sudan w kul belad al moslmeen
Allahuma Ammen dear,,, rabana yefrega 3lena w yeb3ed 3anana almashakel...
إرسال تعليق